Pesanan Pengendali Blog kepada Semua Ahli Ilmu

Imam Ibnu Asakir, Imam al-Khatib dan Imam al-Hafiz al-Mizzi meriwayatkan sebuah hadis yang berbunyi:

"Apabila akhir umat ini melaknat (generasi) awalnya, maka hendaklah orang-orang yang mempunyai ilmu pada ketika itu menzahirkan ilmunya, sesungguhnya orang yang menyembunyikan ilmu pada waktu tersebut seumpama seseorang yang menyembunyikan apa yang telah diwahyukan kepada (Sayyidina) Muhmammad SAW!!!"

Maka apabila lahir golongan yang mencaci dan melaknat para ulama' aqidah ASWJ al-Asha'irah dan al-Maturidiyyah (Hanafi, Maliki, Shafie dan majoriti Hanbali) yang mengikut generasi Salafus Soleh, apakah yang telah kita lakukan???
Tuesday, May 26, 2020


بيان مختصر أبين فيه وصول ثواب القرآن الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين 
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى  آله وصحبه أجمعين


فهذا بيان مختصر أبين فيه وصول ثواب القرآن للميت إذا أهداه القارىء  والله أسأل أن يهديني سواء السبيل فهو حسبي ونعم الوكيل .فأقول وبالله التوفيق : اتفق أهل السنة والجماعة على أن الأموات ينتفعون بدعاء المسلمين واستغفارهم لهم كذلك 


أقوال أئمة أهل السنة والجماعة 


1. قال القرطبي المتوفى 671هـ في كتابه التذكرة تحت باب ما جاء في قراءة القرءان عند القبر حالة الدفن وبعده وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يقرأ ويدعو ويستغفر له ويتصدق عليه ما نصه :وقد استدل بعض علمائنا على قراءة القرءان على القبر بحديث العسيب الرطب الذي شقه النبي صلى الله عليه وسلم باثنين ثم غرس على هذا واحدًا وعلى هذا واحدًا ثم قال : " لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا " ، فوضع على أهدهما نصفًا وعلى الآخر نصفًا . وقال القرطبي : قالوا : ويستفاد من هذا غرس الاشجار وقراءة القرءان على القبور وإذا خفف عنهما بالأشجار فكيف بقراءة الرجل المؤمن ا.هـ 


ويقول المحدث الفقيه البغوى المتوفى 516 هـ في شرح السنة ج1/372 بعد ذكر حديث الجريدتين : " وفيه دليل على أنه يستحب قراءة القرءان على القبور لإنه أعظم من كل شيء بركة وثوابًا " . ا.هـ


وقال الإمام القاضي أبو الفضل عياض في شرحه على صحيح مسلم في حديث الجريدتين عند قوله صلى الله عليه وسلم : " لعله يخفف عنهما ما دامتا رطبتين " ما نصه : " أخذ العلماء من هذا استحباب قراءة القرءان على الميت لأنه إذا خفف عنه بتسبيح الجريدتين وهما جماد فقراءة القرءان أولى " . نقله عنه الأبي في شرح مسلم .


ويقول الإمام النووي المتوفى سنة 676 هـ : استحب العلماء قراءة القرءان عند القبر واستأنسوا لذلك بحديث الجريدتين وقالوا : إذا وصل النفع إلى الميت بتسبيحهما حال رطوبتهما فانتفاع الميت بقراءة القرءان عند قبره أولى ، فإن قراءة القرءان من إنسان أعظم وأنفع من التسبيح من عود وقد نفع القرءان بعض من حصل له ضرر في حال الحياة ، فالميت كذلك ا.هـ


2- ويكفي في إثبات ذلك الاستدلال بحديث البخاري أنه عليه الصلاة والسلام قال للسيدة عائشة رضي الله عنها : " لو كان ذاكِ وأنا حيّ لاستغفرت لكِ ودعوتُ لكِ "محل الشاهد في هذا الحديث قوله : " ودعوتُ لكِ " ، فإنّ هذه الكلمة تشمل الدعاء بأنواعه ، فدخل في ذلك دعاء الرجل بعد قراءة شىء من القرءان لإيصال الثواب للميت بنحو قول : " اللهم أوصل ثواب ما قرأت إلى فلان " .وقال ابن الحاج في الجزء الأول من المدخل ما نصه : " لو قرأ في بيته وأهدى إليه لوصلت " وكيفية وصولها أنه إذا فرغ من تلاوته وهب ثوابها له ، أو قال : " اللهم اجعل ثوابها له 


3- ومما يشهد لنفع الميت بقراءة غيره حديث معقل بين يسار : " اقرءوا يس على موتاكم " رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان وصححه .وحديث : يس قلب القرءان لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له ، واقرءوها على موتاكم . رواه احمدقال القرطبي : وهذا يحتمل أن تكون هذه القراءة عند الميت في حال موته ويحتمل أن تكون عند قبره .قال ابن القطان المتوفى 813 هـ وهو من مشايخ الحافظ ابن حجر : وأوّلَ جماعةٌ من التابعين القراءة للميت بالمحتضر والتأويل خلاف الظاهر ، ثم يقال عليه إذا انتفع المحتضر بقراءة يس وليس من سعيه فالميت كذلك ، والميت كالحي الحاضر يسمع كالحي الحاضر كما ثبت في الحديث ا.هـ


4- وأما ابن الرفعة أخذ بظاهر الحديث فصحح أنها تقرأ بعد الموت ، وقال الحافظ مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء ج.1/370 نقلا عن ابن القطان : " قال ابن الرفعة : الذي دلّ عليه الخبر بالاستنباط أنّ بعض القرءان إذا قصد به نفع الميت وتخفيف ما هو فيه نفعه ، إذ ثبت أنّ الفاتحة لما قصد بها القارىء نفع الملدوغ نفعته ، وأقرّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله : " وما يدريك أنها رقية " .وإذا نفعت الحي بالقصد كان نفع الميت بها أولى لأنّ الميت يقع عنه من العبادات بغير إذنه ما لا يقع من الحي . ا.هـثم قال ابن القطان : وفي الرقيا بالفاتحة دليل على صحة الإجارة والجعالة لينتفع بها الحي فكذلك الميت . ا.هـ بحروفه


ثبت في الأحاديث الصحيحة وصول الصدقة والصوم والحج والعمرة إلى الميت وهذه عبادات ، وقراءة القرءان عبادة أيضًا ، فتصل إلى الميت لأنه لا فارق بينها وبين تلك العبادات المذكورة وهذا من القياس الجلي ، الذي لا خلاف في حجيته والعمل به .قال القرطبي في التذكرة : أصل هذا الباب الصدقة التي لا اختلاف فيها فكما يصل للميت ثوابها ، فكذلك تصل قراءة القرءان والدعاء والاستغفار إذ كل ذلك صدقة فإنّ الصدقة لا تختص بالمال .قال صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن قصر الصلاة في حالة الأمن : " صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته " .وقال عليه السلام : " على كل سلامى من أحدكم صدقة فإنّ كل تسبيحة صدقة ، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزىء عن ذلك 


ولهذا استحب العلماء زيارة القبور فأفاد أنّ القراءة يشملها لفظ الصدقة في عرف الشرع . وقال الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي في شرح الإحياء ج10/373 ثم قال السيوطي " واستدلوا على الوصول ( أي العلماء على وصول ثواب القراءة للميت ) بالقياس على الدعاء والصدقة والصوم والحج والوقف فإنه لا فرق في نقل الثواب بين أن يكون عن حج أو صدقة أو وقف أو دعاء أو قراءة ، وبالأحاديث الواردة فيه وإن كانت ضعيفة فمجموعها يدل على أن لذلك أصلاً وبأن المسملين ما زالوا في كل مصر يجتمعون ويقرءون لموتاهم من غير نكير فكان ذلك إجماعا . ذكر ذلك كله الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي في جزء ألّفه في المسئلة . ا.هـوقال الزيلعي الحنفي في شرحه على كنز الدقائق في باب الحج عن ثواب عمله لغيره عند أهل السنة والجماعة صلاة كان أو صومًا أو حجًا أو صدقة أو قرءاة قرءان أو الأذكار إلى غير ذلك من جميع أنواع البر ويصل ذلك إلى الميت وينفعه . ا.هـ


5- صلاة الجنازة فإنها ما شرعت إلا لانتفاع الميت والاستشفاع له بما فيها من قراءة ودعاء واستغفار فإذا كان يصل إلى الميت ما تشتمل عليه الصلاة من دعاء واستغفار ، فكذلك يصل إليه ما تشتمل عليه من القرءان سواء بسواء والتفريق في العبادة الواحدة بين مشمولاتها تحكم غير مقبول وهذا نص في الموضوع والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .


6- روى الطبراني في معجمه الكبير عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال : قال أبي اللجلاج أبو خالد : يا بني إذا أنا مت فألحدني فإذا وضعتني في لحدي : فقل بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شن عليّ التراب شنًا ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .قال الحافظ الهيثمي : رجاله موثقون .


7- روى الطبراني والبيهقي عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره وليقرأ عند رأسه فاتحة الكتاب " ولفظ رواية البيهقي : " بفاتحة البقرة وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره " .


8- روى البيهقي في السنن : حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا العباس بن محمد قال : سألت يحيى بن معين عن القراءة عند القبر ؟ فقال : حدثني مبشر بن إسماعيل الحلبي عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال لبنيه : إذا أنا مت فضعوني في قبري وقولوا بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنوا عليّ التراب سنًا ثم اقرأوا عند رأسي أول سورة البقرة وخاتمتها فإني رأيت ابن عمر يستحب ذلك ا.هـقال الحافظ ابن حجر في أمالي الأذكار " هذا موقوف حسن " ا.هـوقال النووي في الأذكار " وروينا في سنن البيهقي يإسناد حسن أن ابن عمر استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها " ا.هـ


9- أخرج عبد العزيز صاحب الخلال من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم وكان له بعدد من دفن فيها حسنات "


10- وأخرج أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في فوائده عن أبي هريرة رفعه " من دخل المقابر ثم قرأ بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وألهاكم التكاثر ثم قال إني جعلت ثواب ما قرأت من كلامك لأهل المقابر المؤمنين والمؤمنات كانوا شفعاء له الى الله تعالى ا.هـ


11- وروى النسائي والرافعي في تاريخه وأبو محمد السمرقندي في فضائل سورة الإخلاص والسلفي من حديث علي بن أبي طالب قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مرّ على المقابر وقرأ قل هو الله أحد عشرة مرة ثم وهب أجره للأموات أعطي من الأجر عدد الأموات " .


12- أخرج الخلال في الجامع عن الشعبي قال : كانت الأنصار إذا مات لهم ميت اختلفوا إلى قبره يقرأون عنده القرءان .وقال الخرائطي في كتاب القبور " سنة في الأنصار إذا حملوا الميت أن يقرأوا معه سورة البقرة . ا.هـ.........





13- قال المحدث مرتضى الزبيدي الحنفي في شرح الإحياء ج10/369 ما نصه " قال السيوطي في شرح الصدور : وأما قراءة القرءان على القبر فجزم بمشروعيتها أصحابنا وغيرهم . قال الزعفراني " سألت الشافعي عن القراءة عند القبر فقال لا بأس " وقال النووي في شرح المهذب " يستحب لزائر القبور أن يقرأ ما تيسر من القراءن ويدعو لهم عقبها . نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب " . زاد في موضع ءاخر : وإن ختموا القرءان على القبر كان أفضل . ا.هـوقال النووي في الأذكار في باب ما يقوله بعد الدفن : قال الشافعي والأصحاب : يستحب أن يقرأوا عنده شيئًا من القرءان قالوا فإن ختموا القرءان كله كان حسنًا ا.هـوقال ابن القطان في رسالته " القول بالإحسان العميم في انتفاع الميت بالقرءان " ونقل عن الشافعي انتفاع الميت بالقراءة على قبره " واختاره شيخنا شهاب الدين ابن عقيل ، وتواتر أن الشافعي زار الليث بن سعد وأثنى عليه خيرًا وقرأ عنده ختمة وقال : أرجو أن تدوم فكان الأمر كذلك ، وقد أفتى القاضي حسين بأن الاستئجار للقراءة على رأس القبر جائز كالاستئجار للأذان وتعليم القرءان . قال النووي في زيارات الروضة " ظاهر كلامه صحة الإجارة مطلقًا وهو المختار فإن موضع القراءة موضع بركة وتنزل الرحمة وهذا مقصود ينفع الميت " وقال الرافعي وتبعه النووي " عود المنفعة إلى المستأجر شرط في الإجارة أو ميته . لكن المستأجر لا ينتفع بأن يقرأ الغير له . ومشهور أن الميت لا يلحقه ثواب القراءة المجردة فالوجه تنزيل الاستئجار على صورة انتفاع الميت بالقراءة أقرب إجابة وأكثر بركة . وقال في كتاب الوصية " الذي يعتاد من قراءة القرءان على رأس القبر قد ذكرنا في باب الإجارة طريقتين في عود فائدتها إلى الميت " وعن القاضي أبي الطيب طريق ثالث وهو أن الميت كالحي الحاضر فيرجى له الرحمة ووصول البركة اذا أهدي الثواب إلى القارىء ، وعبارة الروضة إذا أوصل الثواب الى القارىء . ا.هـقلت : وما شهر من خلاف الشافعي من قول أن القراءة لا تصل إلى الميت ، فهو محمول على القراءة التي تكون بلا دعاء وبغير ما إذا كانت القراءة على القبر ، فإن الشافعي أقر بذلك .


14- أفتى ابن رشد من أئمة المالكية أن الميت ينتفع بقراءة القرءان ويصل إليه نفعه ويحصل له أجره إذا نوى القارىء هبة ثواب قراءته له . ا.هـواعتمده غير واحد من متأخري المالكية قال ابن هلال في نوازله : وبه جرى عمل الناس شرقـًا وغربًا ووقفوا على ذلك أوقافًا واستمر عليه الأمر أزمنة سالفة ا.هـ


15- أخرج الخلال في الجامع عن علي بن موسى الحداد قال " كنت مع أحمد بن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة فلما دفن الميت جلس رجل ضرير يقرأ عند القبر فقال له أحمد " يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة فلما خرجنا من المقابر ، قال محمد بن قدامة لأحمد بن حنبل " يا أبا عبد الله ما تقول في مبشر بن اسماعيل الحلبي ؟ قال ثقة . قال " هل كتبت عنه شيئًا ، قال : نعم . قال : أخبرني مبشر بن اسماعيل عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه : أنه وصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها وقال : سمعت ابن عمر يوصي بذلك " فقال له أحمد : فارجع إلى الرجل فقل له : يقرأ. ا.هـ وهكذا أورده القرطبي في التذكرة . وأورد عبد الحق الأزدي في كتاب العاقبة والقرطبي في التذكرة وغيرهما أن أحمد بن محمد المرُّوذي قال " سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول : إذا دخلتم المقابر فاقرءوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد واجعلوا ثواب ذلك لأهل المقابر فإنه يصل اليهم " ا.هـوقال ابن القطان في رسالته " القول بالإحسان العميم في انتفاع الميت بالقرءان العظيم " نقل عن الإمام أحمد أنه يصل إلى الميت كل شيء من صدقة وصلاة وحج وصوم واعتكاف وقراءة وذكر وغير ذلك " ونقل ذلك عن جماعة السلف " ا.هـوفي شرح منتهى الإرادات للبهوتي الحنبلي ج1/361 ما نصه عبارة المتن مع الشرح : وسن لزائر ميت فعل ما يخفف عنه ولو بجعل جريدة رطبة في القبر للخبر وأوصى به بريده " ذكره البخاري ، ولو بذكر وقراءة عند أي القبر لخبر الجريدة لأنه إذا رجى التخفيف بتسبيحها فالقراءة أولى .ثم قال " قال أحمد : الميت يصل إليه كل شي من الخير من صدقة أو صلاة أو غيره " ا.هـوقال الشطي الحنبلي في تعليقه على غاية المنتهى ص 260 ما نصه " قال في الفروع وتصحيحه " لا تكره القراءة على القبر وفي المقبرة " نص عليه وهو المذهب ، فقيل تباح وقيل تستحب وكذا في الإقناع ا.هـ


16- ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة الخطيب البغدادي أنه لما توفي قرىء على قبره عدة ختمات " ا.هـ


والأدلة كثيرة جدًا لا تسع هذه الوريقات ذكرها وما ذكرناه فيه شفاء لصدور قوم مؤمنين فقد تبين لك يا أخي المسلم من هذا البيان المختصر أن أهل السنة أجمعوا على جواز قراءة القرءان عند القبر وعلى جواز قراءة القرءان مع الدعاء بالإيصال ولو لم تكن على القبر .أما الأمر الذي اختلفوا فيه هو : هل تصل القراءة إلى الميت من غير دعاء بالإيصال وإذا لم تكن عند القبر ؟ قال الإمام النووي في الأذكار " باب ما ينفع الميت من قول غيره " أجمع العلماء على أن الدعاء للأموات ينفعهم ويصلهم ثوابه ثم قال " واختلف العلماء في وصول ثواب قراءة القرءان فالمشهور من مذهب الشافعي وجماعة " أنه لا يصل " وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من العلماء وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل ، فالاختيار أن يقول القارىء بعد فراغه : اللهم أوصل ثواب ما قرأته إلى فلان " ا.هـوقال أيضًا " ويستحب للزائر الإكثار من قراءة القرءان والذكر والدعاء لأهل تلك المقبرة وسائر الموتى والمسلمين أجمعين ، ويستحب الإكثار من الزيارة وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل الخير والفضل ا.هـوقال الحافظ ابن حجر في الجواب الكافي عن السؤال الخافي ما نصه " وأما الحادي عشر وهو هل يصل ثواب القراءة للميت ؟ فهي مسئلة مشهورة وقد كتبت فيها كراسة والحاصل أن أكثر المتقدمين من العلماء على الوصول وأن المختار الوقف عن الجزم في المسئلة مع استحباب عمله والإكثار منه ا.هـوقال السيوطي في شرح الصدور فصل في قراءة القرءان للميت أو على القبر " اختلف في وصول ثواب القراءة للميت فجمهور السلف والأئمة الثلاثة على الوصول " ا.هـقال القرطبي في التذكرة " وقد قيل إن ثواب القراءة للقارىء وللميت ثواب الاستماع ولذلك تلحقه الرحمة . قال تعالى { وإذا قرىء القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون } قلت " ولا يبعد في كرم الله تعالى أن يلحقه ثواب القراءة والاستماع جميعًا . ويلحقه ثواب ما يهدى إليه من قراءة القرءان وإن لم يسمعه كالصدقة والدعاء والاستغفار لما ذكرنا " ا.هـوقال شيخنا محدث الديار الشامية الشيخ عبد الله الهرري في كتابه " إظهار العقيدة السنية " وذهب بعض أهل البدع إلى عدم وصول شيء البتة . لا الدعاء ولا غيره وقولهم مردود بالكتاب والسنة واستدلالهم بقوله تعالى { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } مدفوع بأنه لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره كما استثنيت الصدقة والحج عن الميت وإنما نفي ملك غير سعيه ، وأما سعي غيره فهو ملك لساعيه ، فإن شاء يبذله لغيره وإن شاء يبقيه لنفسه ، ( ) وعموم الآية مخصوص بغير ما ورد النص باستثنائه مما ذكره من صدقة ودعاء ونحو ذلك ا.هـ بحروفهومع كل هذه الأدلة الباهرة الساطعة نرى الوهابية اليوم يصرحون على تحريم قراءة القرءان على أمواتنا المسلمين فقد قالوا في كتابهم " فتاوى مهمة ص 32 ما نصه " قراءة القرءان عند القبور للأموات ( ) الضلال ا.هـففي هذا رمي للأمة بالضلال وقد قال عليه الصلاة والسلام : " لا تجتمع أمتي على ضلالة " رواه ابن ماجه فرمي القائل بذلك أقرب ، فكيف يتجرأون على ذلك ولم يأت دليل يحرم قراءة القرءان على الميت لا من القرءان ولا من السنة ولا حرج به أحد من أئمة المذاهب .ويكفي في الرد عليهم ما قاله زعيمهم ابن تيمية في فتاويه المجلد الرابع والعشرون الجزء الرابع ص 300 " وكذلك من قرأ القرءان محتسبًا وأهداه إلى الميت نفعه ذلك " ا.هـوابن قيم الجوزية الذي نقل عن السلف استحسان ذلك كالصحابي ابن عمر والإمام الشافعي والإمام أحمد وغيرهم كما في كتابه " مشروعية زيارة القبور " ص 17-18 ومحمد بن عبد الوهاب الذي أقرّ ذلك أيضًا في كتابه " أحكام تمني الموت " ص 75.

0 comments: